بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
********
الحمد لله الواحد القهار , العزيز الغفار , مكور الليل على النهار , تذكرة
لأولى القلوب و الابصار , و تبصرة لذوى الالباب , و الاعتبار ,أحمده أبلغ حمده و
أزكاه , و أشمله و أنماه .
و أشهد أن لا اله الا الله البر الكريمـ , الرؤوف الرحيمـ , و أشهد ان
محمدا عبده و رسوله , و حبيبه و خليله , الهادى الى صراط مستقيمـ , و الداعى الى
دين قويمـ . صلوات الله و سلامه عليه , و على سائر النبيين و على اله و صحبه و
سائر الصالحين. أما بعد ......
عن ابن عمر
قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع يد النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول : "
أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك
"وفي رواية :
" وخواتيم عملك ""
رواه الترمذي وأبو داود
وابن ماجه
شرح الحديث :
-
قوله " كان النبى
- صلى الله عليه و سلمـ - اذا ودع رجلا " : أى مسافرا .
-
قوله " أخذ بيده
فلا يدعها " : أى لا يتركـ يد هذا الرجل و هذا يظهر كمـ التواضع و
المحبة و الرحمة التى كان يتمتع بها سيد الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
.
-
قوله " حتى يكون
الرجل هو يدع يد النبى - صلى الله عليه و سلمـ - " : و هذا فيه كمال
الخلق الحسن و الاستسلامـ مع الانامـ .
-
قوله " و يقول
" : أى للمودع أو المسافر .
-
قوله " أستودع
الله دينكـ " : أى أطلب من الله حفظكـ و حفظ دينكـ , والدين شامل للايمان و الاستسلامـ و توابعهما و
ذلكـ لان السفر قد تكون به مشقة تؤدى الى اهمال بعض أمور الدين .
-
قوله " و أمانتكـ
" : أى حفظ أمانتكـ فيما تفعله من الاخذ و العطاء مع الناس فى السفر و قيل أن
المقصود بالامانة هى ما خلفه وراءه من الاهل و المال و الاولاد و قيل أن المقصود
بالامانة هى التكاليف كلها .
-
قوله " و خواتيمـ
عملكـ " : المراد به حسن الخاتمة فالعبرة تكون بها و أن التقصير فيما
قبلها مجبور بحسنها .